Skip to content Skip to sidebar Skip to footer

سجدة التلاوة فى الشريعة الإسلاميّة

سجدة التلاوة فى الشريعة الإسلاميّة

أ. كيفية اداء سجدة التلاوة

إتفق جمهور العلماء على أنّ سجدة التلاوة تكفى مرّة واحدة بين تكبير تين، بمعنى سجدة التلاوة تبدأ بالتكبير ثمّ السجود ثمّ قيام من السجود بالتكبير وكانت حركته كما فى الصلاة، وممكن لأدائها فى الصلاة أوخارج الصلاة. أمّا للمسافر أو المريض فيكفى أن يطأطىء رأسه. وسجدة التلاوة جواز لأدائها دون التطهير ومواجهة القبلة كما أداء الأذكار الأخرى. كما فعله إبن عمر يسجد بلا طهارة، وهذا ماإختاره البخارى. أمّا إذا سجد أحد وكمّل شروط الصلاة فهو أفضل. وحديث عن إبن عباس رضي الله عنه قال :

أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَجَدَ بِالنَّجْمِ وَسَجَدَ مَعَهُ المُسْلِمُوْنَ وَالُمشْرِكُوْنَ وَالجِنَّ وَالإِنْسُ.

قال الشيخ عند الرحمن السعدى : إذا سجد أحد التلاوة خارج الصلاة فلا يجب عليه التكبير والسلام، ولا يشترط عليه شروط الصلاة، كتطهير، ومواجهة القبلة، وغير ذلك. ولكنّ إذا سجد التلاوة وكمّل شروط الصلاة فهذا أفضل. وإذا ادّى أحد سجدة التلاوة فى الصلاة، فحكمها كحكم السجود فى الصلاة. وهذا رأي مختار عند الشيخ تقي الدّين.

قال الشيخ تقي الدّين : الأحاديث عن الوضوء مخصّصة للصلاة. ولكنّ أداء سجدة التلاوة بإستكمال شروط الصلاة فهو أفضل. لذلك أفضل أن لايترك شخص التطهير عند سجدة التلاوة، الا إذا له عذر. وأداء سجدة التلاوة دون تطهير أفضل من تركها (لأنّ لم يتوضّؤ). وأداء سجدة التلاوة قياما أفضل كما قال الله سبحانه وتعالى :

إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّوْنَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدَا
وهذا التخليص من، كيفية الأداء سجدة التلاوة كما يلى :
1. سجدة التلاوة خارج الصلاة
أ. النيّة
نيّة سجدة التلاوة هي :
نَوَيْتُ سَجُوْدَ التِلاَوَةِ سُنَّةً لِلَّهِ تَعَالَى

ب. تكبيرة الإحرام
مندوب يرفع اليدين عند تكبيرة الإحرام.

ج. سجود مرّة

لقراءة المندوبة عند السجود هي :

سَجَدَ وَجْهِيَ لِلَّذِى خَلَقَهُ وَصَوَّرَهُ وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ بِحَوْلِهِ وَقُوَّتِهِ فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الخَالِقِيْنَ.

د. الجلوس أو النوم دون قراءة التشهّد.

ه. السّلام

2. سجدة التلاوة فى الصلاة

لسجدة التلاوة فى الصلاة ركنان، هما :

أ‌. النيّة فى القلب، إذا كانت النيّة ملقوظة، فيبطل الصلاة.

ب‌. السجود مرّة دون تكبيرة الإحرام والسلام.

الأحوال الهامة لذكرها عند سجدة التلاوة فى الصلاة يعنى :

1- مستحبّ القراءة تكبيرا عند السجود والقيام منه.

2- مكروه رفع اليدين عند السجود والقيام.

3- لايستحبّ جلوس الإستراحة بعد السجود التلاوة.

4- واجب القيام بعد السجود التلاوة ثمّ ركوع.

5- مستحبّ القراءة أية القرآن قبل الركوع.

ب. ركن وسنة سجدة التلاوة

1- أركان سجدة التلاوة

أ. النية

ب. تكبيرة الإحرام، عند العلماء الشافعية كانت ركنا، وسنة عند الآخرين

ج. السجود مرة، كسجود الصلاة

د. الجلوس بعد السجود بطمأننة دون التشهد ركن عند العلماء الحنبلية والشافعية، وسنة عند الأخرين.

ه. السلام والإلتفات إلى اليمين.

2- سنن سجدة التلاوة
أ. رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام للعلماء الذين إتفقوا أن تكبيرة الإحرام ركن.
ب. تكبير عند السجود والقيام منه.
ج. قراءة الدعاء عند السجود. وأمّا دعاءها فهو :

أللَّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَلَكَ أَسْلَمْتُ سَجَدَ وَجْهِيَ لِلَّذِى خَلَقَهُ وَصَوَّرَهُ وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ تَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الخَالِقِيْنَ.
د. قراءة السلام الثانى
ه. إذا قرأ أو سمع أحد آية السجدة ولم يستطع أن يسجد التلاوة بسبب العذر الشرعي، أو لم يؤدّى سجدة التلاوة قصدا، فجازله أن يقرأ قراءة التالى أربع مرّات كتغيير سجدة التلاوة. وأمّا قراءتها فهي :

سُبْحَانَ اللهِ وَالحَمْدُ لِلّٰهِ وَلَا اِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ لاَحَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ.

ج. حكم سجدة التلاوة
أما تأدية سجدة التلاوة فقد اختلف العلماء عن حكمها عند الحنفى واجب ادائها لمن قراء أية السجدة ولمن سمع لها.
ودليله فى حديث النبى محمد ﷺ الذى اعتمدبه أبو حنيفة فهو :

عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ، قَالَ رَسُوْلُ اللهُ ﷺ : إِذَا قَرَأَ ابْنُ آدَمَ السَّجْدَةَ فَسَجَدَ ، اِعْتِزَلَ الشَّيْطَانُ يَبْكِي يَقُولُ : يَا وَيْلَهُ وَفِي رِوَايَةِ أَبِي كُرَيْبٍ يَا وَيْلِي أُمِرَ ابْنُ آدَمَ بِالسُّجُودِ فَسَجَدَ فَلَهُ الْجَنَّةُ ، وَأُمِرْتُ بِالسُّجُودِ فَأَبَيْتُ فَلِى النَّارُ(رواه مسلم)

عند الشافعى، والمالكى، والحنبلى سنة مؤكدة، لأدائها ولم يجب لأدائها. أمّا الدليل لهذا الرأي فهو الحديث عن زيد بن ثابت قال :

قَرَأْتُ عَلَى النَبِى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالنَّجْمِ فَلَمْ يَسْجُدْ فِيْهَا.
هذا الحديث دل على أن سجدة التلاوة سنة وليس واجب. إذا كان حكمها وجوبا، فأنكر رسول الله زيدا بن ثابت الذى لايسجد حينئذ.
وفى الحديث :

عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحمٰنِ التَّيْمِيِّ عَنْ رَبِيْعَةِ بْنِ عَبْدُ اللهِ بْنِ هُدَيْرِ التَّيْمِيِّ قَالَ أَبُوْ بَكْرٍوَكَانَ رَبِيْعَةَ مِنْ خِيَارِ النَّاسِ عَمَّا حَضَرَ رَبِيْعَةَ مِنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِي اللَّه عَنْهُ : قَرَأَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ عَلَى الْمِنْبَرِ بِسُورَةِ النَّحْلِ حَتَّى إِذَا جَاءَ السَّجْدَةَ نَزَلَ فَسَجَدَ وَسَجَدَ النَّاسُ ، حَتَّى إِذَا كَانَتِ الْجُمُعَةُ الْقَابِلَةُ قَرَأَ بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءَ السَّجْدَةَ قَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا نَمُرُّ بِالسُّجُودِ فَمَنْ سَجَدَ فَقَدْ أَصَابَ وَمَنْ لَمْ يَسْجُدْ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ ، وَلَمْ يَسْجُدْ عُمَرُ رَضِي اللَّه عَنْهُ .(رواه البخارى)

وهذا الدليل دلّ على أن سجدة التلاوة سنة، وليس واجب لأدائها كسجود فى الصلاة. حكم تأدية سجدة التلاوة على مصلى تنقسم إلى ثلاثة هي :

أ. سنة على مصلى منفردا أو على الإمام من يقرأ أية السجدة.

ب. واجبة على المأموم إذقرأله أية السجدة ويسجد الإمام.

ج. وتبطل سجدة التلاوة الصلاة فى الأحوال التالية :

1. إذا سجد احد فى صلاته بسبب الآخر يقرأله أية السجدة.
2. إذا سجد بسبب قراءتها قبل الصلاة.
3. سجد مأموم من غير قراءة إمامه.
4. سجد مأموم سجدة التلاوة لكنّ لايسجد الإمام.
5. سجد امام سجدة التلاوة ولا يسجد مأموم، فصلاته باطلة.