Skip to content Skip to sidebar Skip to footer

صورة العام عن سجدة التلاوة

 

صورة العام عن سجدة التلاوة

أ. تعريف سجدة التلاوة

سجدة التلاوة هي الإصطلاح الذى يتكون من كلمتين، هما السجدة والتلاوة. و"السجدة" من كلمة أصليّة (سجد- يسجد- سجودا) بمعنى الخضوع والتواضع. وأمّا " التلاوة " من كلمة أصليّة (تلايتلو – تلاوة) فمعنه القراءة. ومن المعنين السابقين، فتعريف سجدة التلاوة هي السجدة التى سبّبه والقراءة أوالسماع أية السجدة فى القرآن.

وعند المذهب الحنفى، أنّ سجدة التلاوة هي سجدة مرة مع التكبيرعند السجود وعند القيام من السجود دون قرأءة التشهّد والسلام. إنّ سجدة التلاوة سنة، لكنّ عند علماء الحنقى واجب حكمه. يناء على الرأي الأوّل، سجدة التلاوة سنة لأدائها على من قرأ أو سمع آية السجدة وكمّل شروطها. وأمّا الدليل عن شرعيّة سجدة التلاوة فهو :

عنّ أبى هريرة، قال رسول الله ﷺ : إِذَا قَرَأَ ابْنُ آدَمَ السَّجْدَةَ فَسَجَدَ ، اِعْتِزَلَ الشَّيْطَانُ يَبْكِي يَقُولُ : يَا وَيْلَهُ وَفِي رِوَايَةِ أَبِي كُرَيْبٍ يَا وَيْلِي أُمِرَ ابْنُ آدَمَ بِالسُّجُودِ فَسَجَدَ فَلَهُ الْجَنَّةُ ، وَأُمِرْتُ بِالسُّجُودِ فَأَبَيْتُ فَلِى النَّارُ(رواه مسلم)

وأمّا الدليل عن سجدة التلاوة من القرآن فهي كما قال الله سبحانه وتعالى

أُو۟لَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّۦنَ مِن ذُرِّيَّةِ ءَادَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَٰهِيمَ وَإِسْرَٰٓءِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَٱجْتَبَيْنَآ ۚ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ءَايَٰتُ ٱلرَّحْمَٰنِ خَرُّوا۟ سُجَّدًا وَبُكِيًّا 

وعن إبن عمر قال : قرأ رسول الله ﷺ القرآن علينا. وإذ قرأ آية السجدة فيكبر ويسجد ثمّ نسجد معه.

ب. شروط سجدة التلاوة

إنّ شروط سجدة التلاوة كشروط الصلاة، هي : طهر من الحدث والنجسة ومواجهة القبلة، وستر العورة. رأى بعض العلماء أنّهم شبّهوا عليه أمر حالة سجدة التلاوة كأمر الصلاة. ورأى بعض الآخرين أن سجدة التلاوة لاتشترط عليه طهرا من الحدث ولا توجب طهر الثوب والمحلّ. قال شوكانى، الأحاديث عن سجدة التلاوة لاتوضح عن وجوب الوضوء قبل أداء سجدة التلاوة. الصحابة الذين سمعوا قراءة رسول الله ﷺ فسجد وامعه. ولا رواية عن أمر رسول الله على صحابته ليتوضّأوا قبل أداء سجدة التلاوة.

أمّا الشروط للسجدة التلاوة فهي :

1.    طاهر من الحدث والنجسة

والمراد بطاهر من الحدث هو أن يكون أحد فى حالة غير جنابة. وأمّا طهر من الخبث فهو ليست النجسة فى البدن، والثوب، والمحلّ. كان طهر من الحدث الكبير والحدث الصغير أهمّ الشرط لتصحّ سجدة التلاوة كعبادة شرعية. وهذه سجدة التلاوة جزء من الصلاة حتى شرع لطاهر كما فى الصلاة.

2.    دخول الوقت

إنّ دخول الوقت السجود بعد إنتهاء القراءة أو السماع أية السجدة. إذا سجد أحد قبل إنتهاء القراءة أية السجدة ولو كان حرفا،   فلايصحّ سجوده لأنّ لم يدحل وقت السجود. عند جمهور العلماء من المذهب الحنفى والمالكى والحنبلى يروا أنّ سجدة التلاوة ممنوع لأدائها فى الأوقات المنهية عن الصلاة، مثل بعد الصبح حتى طلوع الشمس. ولكنّ جازها المذهب الشافعى، لأنّ سجدة التلاوة هي سجدة التى يؤدّيها أحد بوجود السبب.

3.    إمتناع النفس عن كل مايفسد الصلاة

تصحّ سجدة التلاوة إذا لم توجد أحوالا الّتى تبطل الصلاة قولا أوفعلا، لأنّ أداءا سجدة التلاوة كأداء الصلاة. المثال، ممنوع التكلّم والنوم عند السجود التلاوة. يشترط بعض العلماء لعدم المسافة الطويلة بين القراءة الأخيرة من أية السجدة إلى السجود. لذلك بعد القراءة الأخيرة من أية السجدة فاسجد مباشرة كما يشترط المذهب الشافعى.

4.    مواجهة القبلة

وقال وهبة الزهيلى أنّ مواجهة القبلة شرط لصحّة سجدة التلاوة عند جمهور العلماء، كالشرط العام للصلاة، وإن كان بعض العلماء المعاصرين مثل إبن بازوأثيمين لايشترطان مواجهة القبلة، بل مواجهة القبلة أحسن لإختيارها ولأدائها.

ج. عدد ومحلّ القراءة سجدة التلاوة

1. عدد ومحلّ سجدة التلاوة

كان أيات السجدة فى القرآن خمسة عشر محلاّ، وقد ذكر فى الحديث المرفوع ولكنّه ضعيف. وعن عمر وبن عاص أنّ رسول الله ﷺ يقرأ عليه خمس عشرة أية سجدة الّتى فى القرآن. وثلاث منها فى سور قصيرات، وأيتان فى سورة الحجّ.

وبين المحلاّت السابقات، عشرة محلاّت متفق عليه. ولكنّ حديث صحيح الذى يثبّت محله. ثمّ محلّ الآخر لاحديث مرفوع الذى يثبّت محله إلا فعل بعض الصحابة الذين سجدوا عند قراءة أية السجدة، وهذا الامرصاردليلا لتأكيد ادائها. وأمّا المحلاّت التى متّفق عليها فهي :

1.    آخر سورة الأعراف/7 : 206

إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ 

2.    سورة الرعد /13 : 15

وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَٰلُهُم بِٱلْغُدُوِّ وَالأَصَالِ 

3.    سورة النحل /16 : 50

يَخَافُونَ رَبَّهُم مِن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُون 

 

4.    سورة الإسراء /17 : 109

وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا 

5.    سورة مريم /19 : 58

أُو۟لَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّۦنَ مِن ذُرِّيَّةِ ءَادَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَٰهِيمَ وَإِسْرَٰٓءِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَٱجْتَبَيْنَآ ۚ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ءَايَٰتُ ٱلرَّحْمَٰنِ خَرُّوا۟ سُجَّدًا وَبُكِيًّا 

6.    سورة الحجّ /22 : 18

أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يَسْجُدُ لَهُۥ مَن فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِى ٱلْأَرْضِ وَٱلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ وَٱلنُّجُومُ وَٱلْجِبَالُ وَٱلشَّجَرُ وَٱلدَّوَآبُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ ٱلنَّاسِ ۖ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ ٱلْعَذَابُ ۗ وَمَن يَّهِنِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِن مُّكْرِمٍ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَآءُ 

7.    سورة الحجّ /22 : 77

يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱرْكَعُوا۟ وَٱسْجُدُوا۟ وَٱعْبُدُوا۟ رَبَّكُمْ وَٱفْعَلُوا۟ ٱلْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ 

8.    سورة الفرقان /25 : 60

وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱسْجُدُوا۟ لِلرَّحْمَٰنِ قَالُوا۟ وَمَا ٱلرَّحْمَٰنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَوْاهُمْ نُفُورًا 

 9.    سورة النمل / 27 : 27

ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ ٱلْعَرْشِ ٱلْعَظِيمِ 

10.    سورة النجم / 53 : 62

فَٱسْجُدُوا۟ لِلَّهِ وَٱعْبُدُوْا 

11.    سورة العلق / 96 : 19

كَلَّا ۗ لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ 

12.    سورة ص / 38 : 24

قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَىٰ نِعَاجِهِۦ ۖ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ ٱلْخُلَطَآءِ لَيَبْغِى بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ ۗ وَظَنَّ دَاوُۥدُ أَنَّمَا فَتَنَّٰهُ فَٱسْتَغْفَرَ رَبَّهُۥ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ 

13.    سورة فصّلت /41 : 38

فَإِنِ ٱسْتَكْبَرُوا۟ فَٱلَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُۥ بِٱلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْـَٔمُونَ 

14.    سورة السجدة /32 : 15

إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِـَٔايَٰتِنَا ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا۟ بِهَا خَرُّوا۟ سُجَّدًا وَسَبَّحُوا۟ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ 

 15. سورة الإنشقاق /84 : 21

وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ ٱلْقُرْءَانُ لَا يَسْجُدُونَ 

2. قراءة سجدة التلاوة

فمن قرأ تسبيحا فى سجدة التلاوة كما فى الصلاة فلابأس به، وهذا احتاره إمام أحمد بن حنبل. وأمّا قراء ته فهي :

سُبْحَانَ رَبِّيَ الأَعْلَى

ولكنّ يناب لقراءة الدعاء كما روت عائشة رضى الله عنها :

أللَّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، سَجَدَ وَجْهِيَ لِلَّذِى خَلَقَهُ وَصَّوَّرَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ بِحَوْلِهِ وَقُوَّتِهِ اللَّهُمَّ أَكْتُبْ لِى بِهَا أَجْرًا وَضَعْ عَنِّى بِهَا وَزْرًا وَجْعَلْهَالِى عِنْدَكَ زُخْرًا.

نقلا عن المذهب الشافعيّة أن الإمام النووى حثّ لقراءة اللفظ المأخوذ من آية القرآن عند سجدة التلاوة. أمّا لفظه فهو:

وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَآ إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا