Skip to content Skip to sidebar Skip to footer

وظيفة أمّ سلمة فى صلح الحديبيّة

 

وظيفة أمّ سلمة فى صلح الحديبيّة

 أ. إشتركت أمّ سلمة إلى الحديبيّة

من زوجات النّبيّ محمّد التّى اشتركت فى الجهاد هي أمّ سلمة إما الجهاد العامّ أو الجهاد الخاصّ وأمّا الجهاد العامّ هو الجهاد الذي يبذل كلّ قوة اى قدرة على تحقيق الشّيئ الصحيح والإبتعاد عن المكروهات، كإشتراك أمّ سلمة فى رواية ثلاثمائة وثمان وسبعين حديثا، وكانت إرشادة النّساء ومرجعة للصحابة فى الأمور الرّسوليّة. وامّا الجهاد على وجه الخصوص فهو الجهاد الّذى يبذل كلّ طاقاته وقدراته للقتال فى سبيل الله كإشتراك أمّ سلمة فى قتال العدوّ، ولو كانت من النساء لاتحق لهن القتال ولكنّ محافظة على الحرب فلهنّ واجبات عن علاج جنود الجريح ومساعدة المريض فى الحرب.[1] ومن بعض الحروب التى إشترك فيها الرّسول محمّد ، إشتركت أمّ سلمة فيها مع النّبي سبع مرّات منها :

1.    غزوة بنى المصطلق

2.    غزوة الخندق

3.    غزوة بنى القريظة

4.    غزوة الحديبيّة

5.    غزوة الغيبر

6.    فتح مكّة

7.    غزوة الطائق

 والحديث الذى يذكر عنها هي :

" حَدِيْثُ سَلَمَة بْنِ الأكْوَعِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قاَلَ : غَزَوْتُ مَعَ النَّبِيِّ ص.م سَبْعَ غَزَوَاتٍ، وَخَرَجْتُ فِيْمَا يَبْعَثُ مِنَ البُعُوْثِ تِسْعَ غَزَوَاتٍ : مَرَّةً عَلَيْنَا أَبُوْ بَكْرٍ، وَمَرَّةً عَلَيْنَا اُساَمَةُ "( أخرجه البخارى فى : (64) كتاب مغازي، (45) باب بعث النبى ص.م أسامة بن زبد إلى الحرقات من جهينة)[2]

وفى ذرالقعدة السّنة السّادسة من الهجريّة، هاجر النّبي والمسلمون إلى مكّة لأداء العمرة ولا يقصدون للحرب، وفى هذه الرّحلة، خرج عليه السّلام معه أمّ سلمة من نسائه و وصلوا إلى الحديبيّة وسميت منطقة الحديبيّة بهذا الإسم نسبة إلى البئر تقع على بعد اثنين وعشرين كيلا إلى الشمال الغربد من مكّة وتعرف لآن بالشميسي.[3]

ب. وظيفة أمّ سلمة فى صلح الحديبيّة

عند ما وصلت أمّ سلمة مع حاشية رسول الله إلى قرية الحديبيّة، أرسل النّبيّ عثمان بن عفّان إلى مكّة ليشرح على رئيس قريش إنّ حضورهم لم يكن للعداواة. بل لأداء العمرة، ثمّ ظهرت الشائعة انّ عثمان قئل على كفّار قريش، وهذا الخبرله تأثير كبير على المسلمين ففى هذه الحالة بايعت الصحابة وقد عرفت هذه البيعة ببيعة الرضوان كما ذكر فى القرآن : "(لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ المُؤْمِنِيْنَ اِذْيُبَا يِعُوْنَكَ تَحْتَ الشَجَرَةِ فَعَلِمَ مَافِى قُلُوْبِهِم فَأَنْزَلَ السَّكِيْنَةَ عَلَيْهِمْ وَاَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيْبًا )"[4]

وبعد مدّة قصيرة، حضر عثمان بينهم، بينما ذالك عرف قريش أنّ المسلمين قد حلفوا للدّفاع عن دينه ولهٰذا خشوا قريش على خطورة المسلمين. فيتوافقون بينهم وبين المسلمين اتّفاقا سياسيّا وسمي بصلح الحديبية.[5]

وهذه النتائج من الإنفاق :

1. هدنة بين المسلمين وقريش لمدّة عشر سنوات

2. رجوع المسلمين إلى المدينة، وأن لا يقضوا العمرة هذا العام، وإنّما تؤدّى العام المستقبل

3. ارجاع الرّسول محمّد من يأتيه من اهل قريش مسلما أن يعلمه أهلها. وألاّ ترجع قريش من يأتيه مرتدا

4. التفاوض على من أراد الأنضمام إلى قريش له ذٰلك، ومن أراد الإنضمام إلى محمّد من غير قريش فيجوزله ذالك.[6]

وقد زعجوا معظم المسلمين الذين كانوا مع رسول الله فى الحديبيّة حيث بحث عن صلح الحديبيّة وكان من شروط الكفّار الاّ يدخل المسلمون مكّة فى هذه المرّة لزيارة الكعبة ويعود العام القادم ويزداد سخط قلوبهم لأنّهم لم يدركوا آثار من هذه الأمور لحياة سياسيّة الإسلام.

ولمّا طلب رسول الله المسلمين لينحروا ويحلقوا رؤوسهم ولكنّ لم يقم احد منهم زأعاد الرسول طلبه ثلاث مرّات. ولمّا انتهى الأمر عليه السلام اصحابه ولم يفعاوا وحزن الرسول حزنا شديدا وترك المكان، فدخل رسول الله على زوجته أمّ سلمة حزينا ومهموما وحائرا فذكرلها ماحدث من المسلمين فقالت رضي الله عنها : يانبي الله، أتحبّ ذٰلك ؟ وقال : " بلى" وقالت : اخرج ولا تكلم احدا منهم وتنظر إليهم حتّى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك وسينصرك الله. وكانت أمّ سلمة صاحبة رأي صائب، فخرج رسول الله وقد فعل بمشورتها.[7]

فلمّا رأى المسلمون ذٰلك، قاموا فنحروا، وجعلوا بعضهم يحلقون بعضا من شعره قط لإظهار سرعة الإستجابة. وفيما بعد فهم المسلمون قيمة وميزة صلح الحديبيّة وإعتمادا على هذا لإتفاق قد ربح المسلمون وظهر الربع عند فتح مكّة وكان النّاس اسلموا افواجا.

والحديث الذى يذكر عن نصر رسول الله فى صلح الحديبيّة هو :

(حَدِيْثُ سَحْلِ بْن حُنَيْفٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، عَنْ أَبِى وَائِلٍ قَالَ : كُنَّا بِصِفِّيْنَ، فَقَامُ سَهْلُ بْنُ حَنَيْفٍ،فَقَالَ : اَيُّهَا النَّاسُ، اتَّهِمُوْا اَنْفُسَكُمْ، فَإِنَّ كُنَّا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ يَوْمَ الحُدَيْبِيَّةِ، وَلَوْنَرَى قِتَالاً لَقَاتَلْنَا، فَجَاءَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ، فَقَالَ : يَا رَسُوْلَ اللهِ، أَلَسْنَا عَلَى الحَقِّ وَهُمْ عَلَى البَاطِلِ ؟ فَقَالَ : بَلَى، فَقَالَ : أَلَيْسَ قَتْلاَنَا فِى الجَنَّةِ وَقَتْلاَهُمْ فِى النَّارِ ؟ قَالَ : بَلَى، قَالَ : فَعَلَى مَا نُعْطِيْ الدَّنِيَّة، فِى دِيْنِنَا ؟ اَنَرْجِعُ وَلَمَّا يَحْكُمُ الله ُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ ؟ فَقَالَ : اِبْنَ الخَطَّابِ، اِنِّى رَسُوْلُ الله وَلَنْ يُضَيِّعَنِى الله ُ اَبَدًا. فَانْطَلَقَ عُمَرَ إِلَى أبِى بَكْرٍ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ مَاقَالَ لِلنَّبِيِّ ، فَقَالَ : اِنَّهُ رَسُوْلُ اللهِ وَلَنْ يُضَيِّعَهُ اللهُ اَبَدًا، فَنَزَلَتْ سُوْرَةُ الفَتْحِ، فَقَرَأَهَا رَسُوْلُ اللهِ ص.م عَلَى عُمَرَ إِلَى آخِرِهَا، فَقَلَ عُمَرُ : يَارَسُوْلَ اللهِ، اَوَ فَتْحٌ هُوَ؟ قَالَ : نَعَمْ (اخوجه البخاري فى : (58) كتاب الجزية، (18) باب حدثنا عبدان).[8]

ج. نهاية تاريخ حياة أم سلمة

فقد قرأت الكاتبة أنّ امّ سلمة آخر من توفي من زوجات النّبيّ وقد رزقها الله عمرا مديدا وشهدت بقتل الحسين بن علي فأغميت عليها من حزن شديد، وبعد مدّة قصيرة من الحادثة فى شهرذى القعدة، تسع وخمسين هجرية توفيت امّ سلمة فى عمرها اربعة وثمانون عامّا تقريبا فى المدينة المنوّرة وقد اختلف فى سنة وفاتها، فقيل فى اواخر سنة ستّين هجريّة، وقيل فى رمضان او شوال سنة تسع وخمسين هجريّة وقيل فى سنة اثنين وستّين هجريّة وقد عاشت بمدّة طويلة بعد وفاة رسول الله، حتّى تعيش فى خلافة أبى بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفّان، وعلى بن أبى طالب وقد عاشت ايضا فى اوّل خلافة يزيد بن معاوية.[9]



 

[1] المرجع السابق، ص. 153

           14 المرجع السابق، ص. 502

[3]Mahmud Syeit Khatab, Rasulullah SAW Sang Panglima, ( Jl. Semenromo : Pustaka Al-Alaq 1974), hal. 223

[4]القرآن/ الفتح /48: 18

[5]Ali, Sejarah Hidup Muhammad, (Jakarta : Pustaka Litera Antara Nusa,2001), hal. 287-288

[6] محمود شيت خطب، المرجع السابق, ص. 234-233

19 حشة عبد الكريم، المرجع السابق، ص.118 – 117 

[8] محمد فؤد عبد الباق، المرجع السابق، ص.488

[9] المرجع السابق، ص. 281-278