Skip to content Skip to sidebar Skip to footer

أهميّة أشعار أبي نواس في الأدب

  

أهميّة أشعار أبي نواس في الأدب

أ‌.    أغراض أشعار أبي نواس

وقد رغب أبو نواس عن إستعمال التّقليد والرّموز القديم في الشّعر العربي كالجمل والصّحراء. وله سيمة خاصّة في شعره هي تعبير عصريّ وله خصائص هي معرفة اللّغة أو الألفاظ ومعقّدها. وذكر جاحض مهارته في اللّغة بقوله : " مَارَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَعْلَمُ بِاللُّغَةِ مِنْ أَبِيْ نُوَاسِ وَلاَ أَفْصَحُ لَهْجَةٍ مِنْهُ مَعَ حَلاَوَةٍ وَمَجَانَبَةٍ إِسْتِكْرَاهُ "[1]

الأشعار عند أبي نواس ليست للفنّ فحسب ولكنّ ذروة في روع أدبه وكان مصدره من جمال خياله ويوميته. ويكون تأثيرا عظيما وتقسيما متفضّلا في سيرة حياته. أمّا أغراص الأشعارلأبي نواس فهي :

1)   المدح

     كان المدح غرضا قديما للشّعر ثمّ تطوّر إلى أن يكسب به الشّعراء وصار بابا للثّراء.[2] وفعل أبو نواس كما فعلوا الشّعراء السّابقة.

ويمدح أبو نواس الأمين مع شيئ من الإعتذار قائلا :

تَحَسَّنَتِ الدُّنْيَا بِوَجْهِ خَلِيْفَةٍ ؞ هُوَ الصُّبْحُ إِلاّ أَنَّهُ الدَّهَرَ مُسْفِرٌ

إِمَامٌ يُوَسْوِسُ المُلْكَ تِسْعِيْنَ حِجَّةِ ؞ عَلَيْهِ لَهُ مِنْهُ رِدَاءٌ مَئِزَرٌ

يُشِيْرُ إِلَيْهِ الجُوْدُ مِنْ وَجَنَاتِهِ ؞ وَيَنْظُرُ مِنْ أَعْطَافِهِ حِيْنَ يَنْظُرُ[3]

ويقول للأمين :

يَانَاقُ لَاتَسْأَمِيْ أَوْ تَبْلُغِيْ مَلَكًا ؞ تَقْبِيْلُ رَاحَتِهِ وَالرُّكْنِ سِيَّانٍ

مَتَى تَحُطِّيْ إِلَيْهِ الرَّحَلَ سَالِمَةً ؞ تَسْتَجْمِعِيْ الخَلْقَ فِي تِمْثَالِ إِنْسَانٍ

مُحَمَّدٌ خَيْرُ مَنْ يَمْشِيْ عَلَى قَدَمٍ ؞ مِمَّنْ بَرَا اللهُ مِنْ إِنْسٍ وَمِنْ جَانٍ[4]

ويمدح للرّشيد :

إِنِّيْ حَلَفْتُ عَلَيْكَ جَهْدَ أَلِيَّةٍ ؞ قَسَمًا بِكُلِّ مُقَصِّرٍ وَمُحَلِّقٍ

لَقَدْ إِتِّقَيْتَ اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ؞ وَجَهَدْتَ نَفْسَكَ فَوْقَ جَهْدِ المُتَّقِيْ

وَأَخَفْتَ أَهْلَ لِلشِّرْكِ حَتَّى إِنَّهُ ؞ لَتَخَافُكَ النُّطَفُ الَّتِى لَمْ تُخْلَقْ[5]

ومن غلو أبو نواس قوله للرّشيد :

حَتَّى الَّذِيْ فِيْ الرَّحِمِ لَمْ يَكُ صُوْرَةً ؞ لِفُؤَادِهِ مِنْ خَوْفِهِ خَفَقَانُ[6]

     وتصوّر أبو نواس خوف النّاس لهارون الرّشيد، ومن لم يكن له روح فكيف يكون له فؤاد فقد أحال وأسرف وتجاوز في غلو الخليفة.

2)        الوصف

كان الوصف طريقة لصناع الشعر بوصف مظاهر الحضارة من قصور وبساتين ورياض وجدوال وأنهار ورحلات الصيد وغيرذٰلك. أبو نواس أحبّ أن يوصف شيئا بخمر. يقول :

 مَالَذَّةُ العَيْشِ إِلاَّ شُرْبُ صَافِيَةٍ ؞ فِيْ بَيْتٍ خَمَّارَةٍ أَوْ ظِلٍّ بُسْتَانٍ

صَفْرَاءُ كَرَخِيَّةٌ حَمْرَاءُ إِذْ مُزْجَتٌ ؞ كَأَنَّهَا وَجِلٌ يَعْلُوْهُ لَوْنَانِ

يَسْعَى بِهَا خَنِثٌ فِيْ زِيِّ جَارِيَةٍ ؞ مُطَيَّبُ صُدْغُهُ فِي طَيِّبِ البَانِ

حَيَّا نَدَامَايَ بِلتَّقْبِيْلِ حِيْنَ سَعَى ؞ بِالكَأْسِ يَحْبُوْ نَشِيْطًا غَيْرَ كَسْلَانٍ[7]

3)  الهجاء

هجا أبو نواس طوائف من البشر وأطلق لهم لسانه حيث كان يهجو مدرّسه وهو أبو عبيدة.

صَلِّي الإِلَهُ عَلَى لُوْطٍ وَشِيْعَتِهِ ؞ أَبَا عُبَيْدَةَ قُلْ بِاللهِ آمِيْنًا

فَأَنْتَ عِنْدِيْ بِلاَشَكٍّ بَقِيَّتُهُمْ ؞ مُنْذُ إِحْتَلَمَتْ وَقَدْ جَاوَزَتْ سَبْعِيْنَا[8]

4)   الغزل

في العصر العبّاسي كثر غزل كثرة مفرطة فهناك الغزل الحضاري والعذري أو العفيف والغزل بالذكر. وكان غزل لأبي نواس من غزل بالذكر.

5)   العتاب

6)   الزَهد

7)   الطَرد

 ب‌.  مبحث أشعار أبي نواس

1. الخمريّات

الخمريّات هي تعبير الشعر بالخمر، أمّا من وصفه ومعناه وشكله فوهب أبو نواس كلّ أشياء للخمر. ويقول أبو عمر والشيبان :" أَشْعَرُ النَّاسِ فِيْ وَصْفِ الخَمْرِ ثَلاَثَةٌ الأَعْشَى وَالأَخْطَلُ وَأَبُوْ نُوَاس"[9]

ولشدّة حبّه للخمر ميّز النّاس أبا نواس فى خمرياته لأنه تصرّف فيه وإستقصّى معناه فقد وصف الخمر وصفا دقيقا يحيط بظاهره وباطنه وينشد أبو نواس شعرا خمريا.

  يقول أبو نواس :

أَثْنِ عَلَى الخَمْرِ بِالآئِهَا ؞ وَسَمِّهَا أَحْسَنَ أَسْمَائِهَا[10]

وإستعاض أبو نواس الخمر عن المرأة كالأمّ والزوجة والخطيبة إستعاضة وهكذا صورة الطّفل الذي تحبو والدته حتّى يعيش عيشة حريّة، فصار الخمر مرضعته وظلّه ومذهب سغبه.

وذكر زكريا النوتى في كتابه " الأدب العبّاسى تاريخ وقضايا " إنّ التجديد في فنّ الخمر عند أبي نواس سبعة هو :

1.    وصف الخمر كأنّه فتاة أو أمّ

2.    المسلك القصهي

3.    تتميز الخمريات بالشعبيّة

4.    رثى أبو نواس حانة من حانات

5.    الصور الفلسفة التى حاول أن يقدم من خلاله أو صافة للخمر

6.    والخمر عنده أعزّ وأكرم من أن يقدّمه لوسنان

7.    وعمد أبو نواس في كثير من خمرياته إلى البحور القصيرة، حيث إقترن الخمر بالغناء والرقص والموسيقي[11]

2) الحبّ

  الحبّ هو ميل الطبيعة إلى شيء لنعمة فيه وضدّ الحبّ بغض هو الإنحراف لكراهة فيه. وكم من شعر أبي نواس يحتوي على جنسيّ وعزلي وقوّة وضبط النَفس كأنّ القارء حاضر بحفلة الجنسيّ في حان الصّحراء ويقدّم بالعسل وأطعمة سائغة وكؤوس الخمر.

3) الدّين

  كان مبحث شعره إسلاميا بدون المذهب المتعة ويبحث عن التوبة وإنتظار الوقت في شيخه وهذه كلّه يشغل بعد خروجه من السّجن.

 

ج. أهميّة  أشعار أبي نواس في الأدب

  كان أبو نواس شاعرا من الشّعراء في قصرها رون الرّشيد ومدرّسا من المدرّسين في الكتّاب ولذٰلك إشتهر أدبه ومهارته في الشعر العبّاسي وهٰذا ذكره عبد الله بن محمّد بن عائشة في قوله : " مَنْ طَلَبَ الأَدَبَ فَلَمْ يَرَشِعْرَ أَبِيْ نُوَاسِ فَلَيْسَ بِتَامِّ الأَدَبِ ".[12]

       ويقال إنّه مجدّد من مجدّدي الأدب العبّاسي ليخترع التجديد في الشّعرالعربي بإستعمال أسلوب المتكلّم ومصطلاح الفلسفة ومعرفة العلميّة.

تجديد الكلام أربعة وهٰذا كلّه لا يمكن إطلاقه بعض من بعض هو :

1.    الشعور دلّت على عاطفته لشيء

2.    حوادث دلّت على الواقع

3.    مجارب دلّت على خبرة حياته

4.    اللّغة دلّت على تعبيره عن شيء



[1] زكريا النوتى المرجع السابق، ص. 319

14 نفس المرجع، ص. 137

 15نفس المرجع، ص. 142

[4] نفس المرجع، ص. 153

[5]  نفس المرجع، ص. 152

 [6] نفس المرجع، ص. 154

[7]  نفس المرجع، ص. 183

 [8] نفس المرجع، ص. 324

[9]نفس المرجع، ص. 331

[10] نفس المرجع، ص. 332

[11] نفس المرجع، ص. 338-335

 [12]نفس المرجع، ص. 319