Skip to content Skip to sidebar Skip to footer

سيرة خبيب بن عدى

 

سيرة خبيب بن عدى

أ. تاريخ ولادة خبيب بن عدى

هو خبيب بن عدى بن مالك بن عامر بن مجدعة بن جهجبى بن عوف بن كلفة بن عفو بن عمر بن عوف بن مالك بن الأوسيّ الأنصاريّ الأسدي. وهو أصله من قبيلة الأوس والأنصار.

قبيلة الأوس أصلها من إسم الأوس بن حارثة بن ثعلبة بن عمر ومزيقي، وكان بنى أوس من سلالة والدة قيلة بنت كحيل وكانت زوجة حارث بن ثعلبة، وهذا بنو فبيلة من القبائل العربية الرئيسية فى المدينة فى أوّل نشر دين الإسلام وأصل أجداده من اليمن، ثمّ إنتقلوا إلى يثرب بعد إنكسار سدّ المعرب. أمّا المعبود لبنى الأوس فى المناة، وهي صنم يقع فى القديد على طريق التجارة بين مكة والمدينة. وكم يدخل خبيب الإسلام حينئذ الإسلام. ولما جاء رسول الله ﷺ إلى المدينة، فلقي خبيب النبى، مباشرة حتّى بر وجه النّبى فذاب فى قلبه حبّا ثم إعتنق الذين الإسلاميّ.

ب. إمتياز خبيب بن عدى

خبيب بن عدى له صفات نبيلة. إمتيازه مقرّرفى كتاب التاريخ ولم يذكر هذه الصفات الكريمة بفخر، وبين صفاته :

 حبّه لله سبحانه وتعالى ولرسول ﷺ أكثر من نفسه. لمّا إعتنق خبيب بن عدى الإسلام، ظهر التحدى الأول ليس من الخارجيّ ولكن من الداخلي، وهم أصحابه أو أقاربه. أكثر منهم إعتنقوا الإسلام ولكن لم يتحرّك قلبه على الإسلام. ولمّا جاء رسول الله إلى المدينة، يجعله خيّر رأيه بعد لقاء رسول الله وذاب قلبه. حتّى إعتنق خبيب الإسلام. حتّى جعله أشد إيمانا لله ورسوله وإيمانه اقوى من حجر او نحاس. إيمان خبيب كالشمس قوة ونورا.

 إستجاب دعاءه

كان خبيب بن عدى فارسا شجاعا بين العرب والمسلمين. له سلاحان معتمدان فهما الرمح والدعاء. إذا صّوب رحمه على العدو فى الحرب فأصاب نحو الهدف ، وإذا دعا إلى الله، فاستجاب له الله.

إعتقد خبيب والصحابة الأخرون أن ذلك كله من فضل دعاء رسول الله لهم يوما، ثمّ شهد رسول شيأ منه يسرّه دعا رسول الله عليه بدعاء أتية : " اللّٰهُمَّ سَدِّدْ رَمِيَّتَهُ، وَأَجِبْ دَعْوَتَهُ. وهكذا عرف بين أقاربه وأصحابه أن دعاءه حادّ كسيف مقطوع، وقد أدرك نفسه عن الأمر. فلايدعو خبيب بن عدى سيّئة على أحد إلا أن يسجيب له الله كما دعاء.

أن أجمل إمتياز خبيب وأنبل صفاته أنّه حسن السلك، ونقاء روحه، وقلبه شفاف الله سبحانه وتعالى، ولا يريد روحه لعمل سيّئ على مسلم أو جميع مخلوق. وكل قوله حسن. ولم يستكبر بفصله وإمتياز. كانت هذه تركة كبيرة ونبيلة لائقا التقليدها.

كان دعاء خبيب بن عدى مستجابا. ذكرت بعض المصادر روايات عنه، وهذا من أقوى الدلائل على أن دعا نبى محمد إلى الله على خبيب كي يستجيب الله دعاءه، وقد ثبت ذلك بالدليل.

 شخصية سخية

فى زمان الجاهليّة، عرف خبيب بن عدى كشاب مستقبل. وكان خبيب بطلا صدّيقا، وفوّض خبيب حياته واموره وحاله وقدره للّه تعالى. ثمّ أو الله إلى ملائكة : اِذْ يُوْحِيْ رَبُّكَ اِلَى الْمَلٰۤىِٕكَةِ اَنِّيْ مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِيْنَ اٰمَنُوْا ۗ سَاُلْقِيْ فِيْ قُلُوْبِ الَّذِيْنَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوْا فَوْقَ الْاَعْنَاقِ وَاضْرِبُوْا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ ۗ ﴿الأنفال : ۱۲﴾

ذات مرة، إستعار الخبيب سكينا لقص شعره. أقرضته إحدى بنات الحارث، بعد فترة قصيرة، ذهلت بنت الحارث وجرت إلى مكان الخبيب، وهو المكان الذى مقبوض فيه خبيب من بنو لحيان. بينما قال : "غفلت وتركت ابنتى قرب الخبيب.

عند ما وصل إبنة الحارث، رأى إبنته جالسا على حضن فخد خبيب. فشحب وجهه فورا خائفا، ما كان سكين فى يد الخبيب. ورأى الخبيب تعبيرا الإبنة الحارث، وقال : " أتعلم أنى سأقتلها ؟ إنى لن أعمل هذالحال "، فبعد سماع قوله فرحت إبنة الحارث كثيرا، بسبب صفته النبيلة حتّى أراد أن يخلى إبنته.

وهذا يتضح أن الخبيب بطلا كريما وله شخصية نبيلة. ولم يظهر فى قلبه صفة الإنتقام والحسد على الأخرين. ولو عرف خبيب أنّه مظلم ومعذّب. ويظهر هذا أن إيمانه قوي وصلب. وعند ما طلبوا منه لترك الإسلام فلا يتزعزع إيمانه. فمن كان يقدر على دفاع عن نفسه من الحسد والإنتقام فهو أكرم النّاس.

ج. وفاة خبيب بن عدى

حياة خبيب بن عدى مليئة بالأعمال الخيريّة المستقيمة لنيل رضا الله ومرافقة بنور الله. بلغ غضب قريش غضبا شديدا عند ما مات بعض قائدهم فى غزوة أحد. قتل عاصم رضي الله عند إبني سلافة، حتّى حلف سلافة بشرب الدم من قحف الجمجمة الأشيم رضي الله عنه. وقد عرض أموالا بقدر مائة جمل على من يستطيع أن يحمل رأس أشيم إليه. أعدّ سفيان بن خالد إستراتيجية للحصول الجائزة، فأرسل عدّه رجال من سلالة العضل والقارح إلى المدينة ليتظاهر إعتناق الإسلام. طلبوا من الرسول السماح لبعض الصحابة ليشتر كهم عودة إلى قريتهم حتّى يستطيع أن يدرّسهم ويشرد عوة الإسلامية.

ذكروا عاصم الأشيم كشخص مناصب لهذالعمل لأنه ماهرا فى التحدّث، فطلبوا ليشترك عاصم معهم. أرسل رسول الله عشرة أشخاص (أوستة أشخاص عند الرواية الأخرى) ضمنا فيه أشيم ليشتركوا بنى عضل والقارح. ودعوجيشهم 200 شخص، وكان مكة لمعرفة حالهم، فى السّفر، كانوا مهجوما ببنى لحيان، وعدد هم 200 شخص وأمّا عدد الصّحابة أقلّ منه، حوالى ستة أو عشرة أشخاص. فجرى الصحابة إلى جبل فدفد بسبب عدوّه. وقال الكافرون : " لانريد سفك دمائكم على أرضنا. نريد ان تدعوكم إلى مكة لإستبدال بالأموال من قريش، تعالى معنا، ولن نقتلكم قال الصحابة : " لا نصدّق يمين الكفرين. " واستمروا فى القتال برمى السهام على العدوّ. بعد إنتهاء السهام، هجموا العدوّ بالرمح. قال أشيم باعطاء حماسة إلى الصحابة : " لا شكّ أنهم قد خانوانا، فلا يضعّف هذا الحال حما ستنا ".

" إفهم أن الشهادة غنيمة، والله معنا، وتنتظر حرية مجيئنا فى الجنة ". بهذه الكليمات هجم عاصم الأعداء. ولما كسررمحه، إستعمل سيفه حتّى مات شهيدا. وكان آخر طلبه : " اللّهم سلم خبرنا إلى الرسول. اللّهم إنّى أضحيت بروحى فى صراطك المستقيم. انقذر أمي من أيدى الكفار القذرة ".

وقد إستحاب الله الرّحمن الرّحيم طلب الثانى إستجابه الله أيضا. بعد أن يلفظ عاصم النفس الأخير، أتت مجموعة من النحل لغطاء جسده حتّى لا يستطيع العدو قطع رأسه. فتركوا الرأس بأمل أخذه الليلة. ولكن فى تلك الليلة أمطرت بغزرة، ويسبب منها فيضان وبلق جسد عاصم.

بينما ذلك، كانت المركة بين أصحاب الأشيم والعدو مستمرّة. إستشهد سبعه منهم، والباقى إلا ثلاثة وهم خبيب بن عدى، وزيد بن دثنة، وعبد الله بن طارق رضي الله عنهم. وكانوا اثابتون على الهضبة. وقال الكفر : " لن نكلف وعدنا ". فصدقوا الصحابة بقولهم. فنزلوا الصحابة ثمّ ربطهم الكفار بحبل السهام الذى فتحواه.

قال عبد الله بن طارق : أنكرتم بوعدكم، خيرلى أن أستشهد من تباعكم. وأمّا خبيب محبوس بالحجير لفترة. طوبلة قالت خادمة الحجير التى تعتنق الإسلام فيما بعد " عندما خبيب فى السجن، ذات يوم رأته يأكل العنب، ولكنّ فى ذالك الوقت كان مكة ليس فيه موسم العنب ". وفى يوم حكم الإعدام، طلب خبيب سكينا لتنظيف نفسه إستعداد لمقابلة الله. ثمّ أخرجه العدو من السجن وحمله إلى المسجد الحرام. بعد وصوله إلى مكان حكم الإعدام، سأل عن طلبه الأخير قبل الموت. فأجاب الخبيب : " إسمح لي أن أصلي ركعتين قبل أن أترك هذا العالم قريبا لتوجيه الله، والوقت لقاء الله قريب ". فطلبه مقبول، بعد الإنتهاء من الصلاة. قال خبيب هادءا : " فى الحقيقة أريد أن أصلي ركعتين زيادة، ولكن لا أريد أن أبرز الشك بينكم عن شجاعتى لمواجهة الموت، فلا أفعله.

فربطواه، وطعنواه بالرمح مرارا بأربعين الكفار قريش، بينما السهام مطعونا فى جسده، وكذالك قد السيوف مصاب بلحمه وعظمه. وفى ذلك الوقت لفظ خبيب بن عدى النفس الأخير.